فصل: باب وصف النبي صلى الله عليه وسلم ان سنته ستنقل وتقبل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجرح والتعديل (نسخة منقحة)



.باب ما ذكر في مدح أبي زرعة لبعض أهل الأدب:

أضاءت بلاد الري نورا وأشرقت بذكر عبيد الله فالله أكبر

فشكر لمن ابناه فينا وحمده ** على أنه فينا التقى المخير

لقد نور الري العريضة علمه ** بدين رسول الله فالدين أنور

إذا غاب غاب العلم والحلم والتقى ** وعند حضور القرن يبهى ويزهر

تمنى جماعات الرجال وترتجى ** أراملها والكف بالجود تمطر

فلو كان بالري العريضة كائن ** كمثل عبيد الله يا قوم يشكر

أنسنا بما أنستنا من فوائد ** وكنت ضيا ظلماتنا فهى مقمر

حبانا بك الله العزيز بقدرة ** وبصرنا ما لم نكن قبل نبصر

فتى حنبلى الرأي لا يتبع الهوى ** ولكنه من خشية الله يحذر

يؤدى عن الآثار لا الرأي همه ** وعن سلف الأخيار ما سيل يخبر

وليس كمن يأتى لنعمان دينه ** وحجته حماد يوما ومسعر

فتى صيغ من فقه بل الفقه صوغه ** مثال عبيد الله ما فيه منكر

تمنى رجال أن يكونوا كمثله ** وقد شيبتهم في الرياسة أعصر

وهيهات أن يستدركوا فضل علمه ** ولو مكثوا تسعين حولا وعمروا

لكي يدركوه أو تنال أكفهم ** مدى النجم من حيث استقل المغور

أبا زرعة القمقام أصبحت بارزا ** على كل مرجىء بدينك تفخر

أبو زرعة شيخ النهى بكمالها ** لك السبق إذ أنت الأغر المشهر

فمتعك الرحمن بالحلم والتقى ** وأبقاك ما دام الدجاج يقرقر

فمن مبلغ عنى أميرى طاهرا ** بأن عبيد الله شاه مظفر

أقام منار الدين فينا بعلمه ** وليس كمن في دينه ينتصر

أتيتك لا أدلى إليك بقربة ** سوى قربة الدين الذي هو أكثر

فسبقك محمود وشكرك واجب ** وعلمك مبسوط وبحرك يزخر

وأبقاك ربي ما حييت بغبطة ** فأنت نقى العرض ليث غضنفر

وقال الحواري يرثى أبا زرعة رحمة الله عليه:
نفى النوم عن عيني وما زلت ساهرا ** اراعى نجوما في السماء طوالعا

بفقدان حبر مات بالري فاضلا ** عليما حليما خيرا متواضعا

عنيت عبيد الخالق الجهبذ الذي ** أقام لنا آثار أحمد بارعا

أقام لنا دين النبي محمد ** واوضح للإسلام حقا وتابعا

وانفى لنا التكذيب والبطل حسبة ** ورد على الضلال من كان ضائعا

بآثار ختام النبيين أحمد ** وكان إماما قدوة كان خاضعا

فكاد له قلبي يطير مفجعا ** غداة نعوه أو تصدع جازعا

وما زلت ذا شجو وهم وعبرة ** كثكلى كئيبا دامع العين فاجعا

لقد مات محمودا سعيدا ولم نجد ** له خلفا في المشرقين مطالعا

كمثل عبيد الله ذي الحلم فاضل ** أبي زرعة الغواص في العلم شاسعا

دفينا كريما تحت رمس وبرزخ ** وأورثنا غما إلى الحشر فاظعا

فبورك قبر أنت فيه مغيب ** ولا زلت في الجنات جذلان راتعا

أبا زرعة فجعت من كان عالما ** بموتك يا ذا العلم بحرا وجامعا

تركت أولى علم حيارى أذلة ** لموتك حتى الحشر فينا جوازعا

أبا زرعة يا من خير مات فاقدا ** فبعدك قد صرنا نقاسى القوارعا

فقل لذوى زور وافك وباطل ** ومن كان أمسى شامتا أو مخادعا

تموت كشيخ العلم أبشر بلعنة ** فعما قريب خائف الموت جازعا

وتلحقه ذا حسرة وندامة ** إذا ما وردت الرمس عجلان قامعا

إذا ما وردت الحوض حوض نبينا ** وأصحاب آثار تراهم كوارعا

لدى حوضه طورا يذودون من عصى ** وأبدع في دين الإله البدائعا

فصلى عليك الواحد الفرد ما دعت ** حمامة أيك أو يرى النجم ساطعا

وصلى عليك الصالحون ملائك ** وكل نبي كان في الدهر شافعا

وصلى عليك الراسخون فواضل ** إلى الحشر مثل الرمل إذ كنت خاشعا

بسم الله الرحمن الرحيم.
رب يسر واعن باب في تثبيت السنن بنقل الرواة لها من كتاب الله عز وجل قال الله عز وجل {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن الفأفاء أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي نا الحسن بن عرفة وأحمد بن سنان والحسن بن محمد بن الصباح قالوا نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال عدلا حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه يدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقال هل بلغت فيقول نعم فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح عليه السلام من يشهد لك فيقول
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته قال فذلك قوله عز وجل وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال الوسط العدل قال فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم يشهد عليكم بعد حدثنا عبد الرحمن نا عصام بن رواد نا آدم نا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية لتكونوا شهداء على الناس يقول لتكونوا شهداء على الأمم التي خلت قبلكم بما جاءتهم به رسلهم وبما كذبوهم حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد نا إبراهيم بن عبد الله بن بشار حدثني سرور بن المغيره عن عباد بن منصور عن الحسن قوله عز وجل لتكونوا شهداء على الناس أي عدلا على الناس قال عبد الرحمن لما أخبر الله عز وجل أنه جعل هذه الامه عدلا على الأمم في شهادتهم بتبليغ رسلهم رسالات ربهم بأن السنن تصح بالأخبار المرويه إذ كانت هذه الأمة إنما علمت تبليغ الأنبياء رسالات ربهم بإخبار نبيهم صلى الله عليه وسلم لهم ومن ذلك قول الله عز وجل فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن محمد بن الصباح نا حجاج عن بن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن بن عباس في قوله عز وجل فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون يقول لتنفر طائفة ولتمكث طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فالماكثون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هم
الذين يتفقهون في الدين وينذرون اخوانهم إذا رجعوا إليهم من الغزو لعلهم يحذرون ما انزل من بعدهم من قضاء الله عز وجل وكتابه وحدوده حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا وهب بن جرير انا أبي قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير في قوله عز وجل ما كان المؤمنون لينفروا كافه إلى آخر الآية قال كان المؤمنون لحرصهم على الجهاد إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريه خرجوا فيها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة في رقة من الناس فأنزل الله عز وجل ما كان المؤمنون لينفروا كافه امروا إذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم سريه ان تخرج طائفه وتقيم طائفه فيحفظ المقيمون على الذين شخصوا ما أنزل من القرآن وما يسن من السنن فإذا رجعوا اخوانهم اخبروهم بذلك وإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتخلف عنه أحد إلا بإذن أو عذر قال عبد الرحمن قد أمر الله عز وجل المتخلفين مع نبيه صلى الله عليه وسلم عمن خرج غازيا ان يخبروا اخوانهم الغازين إذا رجعوا إليهم بما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من سنته فدل ذلك على ان السنن تصح بالأخبار ومن ذلك قول الله عز وجل ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب الي قال حدثني أبي قال حدثني عمي عن أبيه عن جده عن بن عباس قولهيا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الآية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات وانه لما اتاهم الخبر فرحوا وخرجوا
ليتلقوا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لما حدث الوليد انهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان بني المصطلق قد منعوا الصدقه فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه ان يغزوهم إذ أتاه رجل فقال يا رسول الله انا حدثنا ان رسولك رجع من نصف الطريق وانا خشينا ان يكون رده كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا وانا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله وان رسول الله صلى الله عليه وسلم استغشهم وهم بهم فأنزل الله عز وجل عذرهم في الكتاب فقال يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين حدثنا عبد الرحمن نا الحجاج بن حمزة العجلي نا شبابة نا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد قوله إن جاءكم فاسق بنبأ الوليد بن عقبه أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهيبه فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بني المصطلق قد جمعت لك لتقاتلك حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله نا هشام بن خالد الدمشقي نا شعيب يعني بن إسحاق نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله عز وجل يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق وهو الوليد بن عقبه بن أبي معيط بعثه نبي الله صلى الله عليه وسلم مصدقا إلى بني المصطلق فلما ابصروه اقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبره انهم قد ارتدوا عن الإسلام فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره ان يتثبت ولا يعجل فانطلق خالد حتى اتاهم
ليلا فبعث عيونه فلما جاءوا اخبروا خالد انهم مستمسكون بالإسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا اتاهم خالد فرأى الذي يعجبه ورجع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فأنزل الله عز وجل ما تسمعون حدثنا عبد الرحمن نا أبي انا عبد العزيز بن منيب نا أبو معاذ النحوي عن عبيد بن سليمان عن الضحاك قوله عز وجل يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ الآية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من اصحابه إلى قوم يصدقهم فأتاهم الرجل وكان بينهم وبينه حنة في الجاهليه فلما اتاهم رحبوا به وأقروا بالزكاه واعطوا ما عليهم من الحق فرجع الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله منع بنو فلان الزكاه ورجعوا عن الإسلام فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إليهم فأتوه فقال أمنعتم الزكاه وطردتم رسولي فقالوا والله ما فعلنا وانا لنعلم انك رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بدلنا ولا منعنا حق الله عز وجل في اموالنا فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية فعذرهم قال أبو محمد لما أخبر الوليد بن عقبه بن أبي معيط النبي صلى الله عليه وسلم بامتناع من بعث إليهم مصدقا فقبل خبره لصدق الوليد وستره عنده وتغيظ عليهم بذلك وهم بغزوهم حتى نزل عليه القرآن إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فكف عند ذلك عنهم دل على ان السنن تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواه الصادقين لها.

.باب في تثبيت السنن بنقل الرواة لها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الأخبار عنه:

حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي نا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال حدثني أبو كبشه السلولي قال سمعت عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بلغوا عني ولو آيه وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا عبد الله بن نمير عن الأوزاعي بإسناده نحوه انا سعيد بن عثمان الحمصي نا بشر بن بكر قال حدثني الأوزاعي بإسناده نحوه حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبيد الله حماد بن الحسن بن عنبسه نا أبو داود الطيالسي نا أبو قدامة الحارث بن عبيد نا عبيد الله يعني بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سكوت لا نتحدث فقال ما يمنعكم من الحديث قلنا سمعناك تقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فخشينا ان نزيد أو ننقص فقال حدثوا عني ولا حرج حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا حيوه بن شريح ويزيد بن عبد ربه قالا نا بقية عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال حدثني أبو مدرك عن عباية بن رافع بن خديج عن رافع قال مر بنا يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتحدث فقال ما تتحدثون قلنا نتحدث عنك يا رسول الله قال تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو معمر المنقري نا عبد الوارث نا عتبه بن عبد الملك السهمي قال حدثني زرارة بن كريم بن الحارث بن عمر والسهمي حدثني الحارث بن عمرو قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أو عرفات ثم قال أيها الناس أي يوم ذا وأي شهر هذا قال فإن دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم وشهركم وبلدكم اللهم هل بلغت فليبلغ الشاهد الغائب.

.باب وصف النبي صلى الله عليه وسلم ان سنته ستنقل وتقبل:

حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم نا أبي نا محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني أبي قال حدثني بن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا موسى بن إسماعيل أبو عمران الجبلي نا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله يعني الرازي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني حدثني محمد يعني بن عصام بن يزيد المعروف بجبر عن أبيه عن سفيان يعني الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا عبد الرحمن أحمد بن سنان نا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم قال أبو محمد ولم يرفعه.

.باب ثبوت السنن بحض النبي صلى الله عليه وسلم على نقلها عنه:

حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة وحماد بن سلمه عن سماك بن حرب قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عمار والمنذر بن شاذان قالا حدثنا عبيد الله بن موسى انا إسرائيل عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا مسدد نا عبد الله بن داود عن علي بن
صالح نا سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله من استمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الله بن الزبير الحميدي نا سفيان نا عبد الملك بن عمير غير مرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعه نا عقبه بن مكرم نا يونس بن بكير انا محمد بن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيف منى يقول نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن اخلاص العمل لله عز وجل وطاعة ذوي الأمر ولزوم الجماعه فإن دعوتهم تكون من ورائهم حدثنا عبد الرحمن نا عمار بن خالد الواسطي نا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن إسحاق مولى بني مخرمه عن الزهري عن بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى وهو يقول نضر الله وجه امرأ سمع مقالتي فوعاها حتى يبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه وهو غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه حدثنا عبد الرحمن نا المنذر بن شاذان نا يعلى نا محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وزاد فيه فوعاها ثم اداها إلى من لم يسمعها حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عمر بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه قال سمعت زيد بن ثابت يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو افقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا أبو المغيره نا معان بن رفاعه حدثني عبد الوهاب بن بخت المكي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نضر الله عبدا سمع مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم اخلاص العمل لله عز وجل ومنا صحة أولى الأمر ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم.

.باب ثبوت السنة بترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها ووصية بالمرتحلين فيها:

حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم نا أحمد بن سنان الواسطي نا أبو معاوية نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة حدثنا عبد الرحمن نا إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر نا عبد الله بن داود الخريبي عن عاصم بن رجاء بن
حيوه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا جئت لحاجه قال لا قال ولا جئت لتجارة قال لا قال ولا جئت الا لهذا الحديث قال لا قال فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله عز وجل به طريقا من طرق الجنة وان الملائكه لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الحسين بن أشكاب نا سعيد بن سليمان نا عباد يعني بن العوام نا الجريري عن أبي نضره عن أبي سعيد الخدري انه قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الوزير الواسطي نا إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان الثوري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الناس لكم تبع قال كان إذا اتوه قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه ومسلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيأتيكم أناس من اقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا حدثنا عبد الرحمن نا علي بن حرب الموصلي نا أبو داود يعنى الحفري عن سفيان بإسناده نحوه وزاد فيه يتعلمون منكم ويتفقهون في الدين حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا المحاربي عن عاصم عن زر قال غدوت إلى صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح فقال
ما غدا بك يا زر قلت غدوت اطلب العلم قال اما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من غدا يطلب مثل ما طلبت فرشت له الملائكه اجنحتها رضا بالذي يصنع حدثنا عبد الرحمن أخبرنا أبي نا عبد الرحمن بن المبارك نا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال وهو في المسجد متكئ على برد له احمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا ما جاء بك فقال يا رسول الله جئت اطلب العلم قال مرحبا بطالب العلم ان طالب العلم لتحف به الملائكه وتظله بأجنحتها ويركب بعضها بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما طلب قال عبد الرحمن وقد روى عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله وعقبه بن عامر وقيس بن عباد وخلق من التابعين واتباعهم يطول ذكر كلهم في رحلة بعضهم في طلب الآثار وترغيب بعض فيها امسكنا عن ذلك اكتفاء بما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بطالبي الآثار والمرتحلين فيها ونبه عن فضيلتهم علم ان في ذلك ثبوت الآثار بنقل الطالبين الناقلين لها لو لم تثبت الاخبار بنقل الرواه لها لما كان في ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم فيها معنى بدأنا في ذكر الثبوت بنقل الرواه لها بما حضرنا من الدلائل الواضحه من كتاب الله عز ذكره وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان قوم من أهل الزيغ والبدع زعموا ان الاخبار لا تصح بنقل الرواه لها وان طريق صحتها إجماع العامه عليها فأتينا في ذلك وفي ابطال دعواهم ودحض حجتهم بما رأيناه كافيا وبالله التوفيق.